محاصرون بالسلاسل: الواقع المظلم لنظام العمل في السجون الأمريكية
استكشف الآثار المترتبة على العمل في السجون في الولايات المتحدة، مع التركيز على التطورات الأخيرة والظروف والتحديات القانونية.

محاصرون بالسلاسل: الواقع المظلم لنظام العمل في السجون الأمريكية
وفي المناقشات الأخيرة حول قوانين العمل والحقوق المدنية في الولايات المتحدة، عادت الآثار المترتبة على التعديل الثالث عشر إلى الظهور، وخاصة فيما يتعلق بالعمل في السجون والعودة المحتملة إلى شكل من أشكال العبودية غير الطوعية. ليفلمان تشير التقارير إلى أن هذا التعديل يسمح بالعمل القسري كعقوبة على الجريمة، وهي ثغرة تم استغلالها لتوظيف السجناء في مختلف الصناعات لأكثر من 160 عامًا. ولكن بينما تعاني الولايات المتحدة من نقص العمالة، وخاصة في الزراعة والبناء، فإن المناقشة الجارية تثير تساؤلات ملحة حول الأخلاق، والشرعية، وحقوق الإنسان.
لقد خضعت معاملة العمال المسجونين للتدقيق، حيث تتراوح الأجور عادةً بين 12 إلى 40 سنتًا في الساعة. بعض فرق الإطفاء في كاليفورنيا تكسب أكثر قليلا، بمتوسط يتراوح بين 5.80 دولارا و 10.24 دولارا في اليوم، وهو ما لا يكاد يخدش سطح التعويض العادل نظرا لمساهمات هؤلاء العمال. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو خلفية سياسات الهجرة العدوانية التي تنتهجها إدارة ترامب، والتي تهدف إلى اعتقال ما يصل إلى 3000 مهاجر يوميًا. وقد أدى هذا الضغط إلى فقدان العمالة في القطاعات الحيوية، مما أدى إلى تضخيم استغلال عمالة السجون كحل مناسب على ما يبدو.
السياق التاريخي لاستغلال العمالة
معسكر بلاندينج في فلوريدا، الذي كان في السابق معسكر اعتقال للسجناء النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، تم اقتراحه الآن كمنشأة لاحتجاز المهاجرين. ليفلمان يشير إلى مفارقة مثيرة للقلق. على مر التاريخ، تم استغلال العمال المسجونين للتخفيف من النقص في العمال. وهذا ليس مجرد ومضة عابرة، إذ تدير الولايات المتحدة شبكة واسعة من مراكز احتجاز المهاجرين التي يمكن توسيعها لاستيعاب آلاف المحتجزين الآخرين.
لكن الأمر لا يتعلق بالأرقام فقط. ال الجمهورية الجديدة تفاصيل الظروف الخطيرة التي يواجهها العمال في مرافق مثل مزرعة عائلة هيكمان، التي تتعاون مع إدارة الإصلاحيات في ولاية أريزونا لتوظيف العمال المسجونين. وتكثر التقارير عن الإصابات، مما يسلط الضوء على المخاطر المرتبطة بمثل هذه الوظائف، خاصة في الصناعات الغذائية التي تعاني من انتهاكات العمل. مع وجود شركات مثل Tyson Foods في هذا المزيج، فلا عجب أن تتعرض سلامة ورفاهية هؤلاء العمال للهجوم.
أبعاد الاستغلال
بحسب تقرير من اتحاد الحريات المدنية الأمريكي وكلية الحقوق بجامعة شيكاغو، فإن استغلال العمال المسجونين هو حقيقة صارخة. يولد هؤلاء الأفراد المليارات من السلع والخدمات كل عام، ومع ذلك يجد الكثير منهم أنفسهم يكسبون القليل من المال فقط مقابل الدولار. أفاد 65% من الأفراد المسجونين أنهم يعملون، ويواجه 76% من السجناء عقوبات بسبب رفضهم أو عدم قدرتهم على إنجاز مهام العمل.
علاوة على ذلك، يكشف التقرير أن أكثر من 80٪ من عمال السجون مكلفون بالصيانة العامة، ودعم تكاليف السجن وظيفيًا دون أن يظهر ذلك الكثير. وفي حين يساهم هؤلاء العمال بشكل كبير، فإن محنتهم تثير أسئلة خطيرة تتعلق بحقوق الإنسان. تكمن القضية الأساسية في "شرط الاستثناء" في التعديل الثالث عشر، الذي منح الدول في السابق الواجهة القانونية لتفويض العمل القسري بين المدانين.
نحو مستقبل إصلاحي
وتشمل التوصيات الصادرة عن مجموعات المناصرة ضمان العمل التطوعي دون عواقب عقابية وتوسيع نطاق حماية العمل ليشمل جميع العمال المسجونين. تطالب الأصوات الرائدة ببرامج السلامة والتدريب، وتقترح في بعض الأحيان إجراء إصلاح شامل للتعديل الثالث عشر للقضاء على أحكام العمل القسري بالكامل. وتتوافق هذه التدابير مع الرغبة في جعل ممارسات العمل في الولايات المتحدة ترقى إلى مستوى المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
ومع احتدام المحادثات حول حقوق العمل والهجرة والحريات المدنية، فمن الضروري النظر في الآثار المترتبة على هذه السياسات. ومع ظهور فصل جديد محتمل في تاريخ الولايات المتحدة، لا يسع المرء إلا أن يتساءل عما إذا كنا على حافة تكرار أخطاء الماضي أو التوجه أخيرا نحو مستقبل أكثر إنصافا. وبينما نتأمل هذا النسيج المعقد، دعونا لا ننسى كرامة وحقوق كل عامل - سواء كان خلف القضبان أم لا.