زيلينسكي وترامب اتحدا: محادثات رئيسية حول مستقبل أوكرانيا في المستقبل
يلتقي الرئيس الأوكراني زيلينسكي مع ترامب في واشنطن بعد قمة أمريكية روسية وسط الصراع المستمر في أوكرانيا.

زيلينسكي وترامب اتحدا: محادثات رئيسية حول مستقبل أوكرانيا في المستقبل
لا يزال المشهد السياسي في أوروبا الشرقية مضطربًا حيث يستعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لاجتماع مهم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن يوم الاثنين. ويأتي هذا التجمع في أعقاب القمة الأخيرة بين الولايات المتحدة وروسيا التي اختتمت دون بذل أي جهود لوقف الصراع المستمر في أوكرانيا، والذي يدور منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف. وتعتبر زيارة زيلينسكي جديرة بالملاحظة بشكل خاص لأنها تمثل أول رحلة له إلى الولايات المتحدة منذ اجتماعه المثير للجدل مع ترامب في فبراير.
وفق ارتداء التلفزيون ويعتقد ترامب أن اتفاق السلام الشامل، بدلاً من مجرد وقف إطلاق النار، ضروري لحل الوضع بشكل حقيقي. وهذا الموقف يجعله يقف إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يظل ثابتا في سعيه لتحقيق مكاسب إقليمية. في الفترة التي سبقت هذا الاجتماع عالي المخاطر، أكد زيلينسكي على أهمية مشاركة القادة الأوروبيين في توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا، لا سيما في ضوء التوقف الأخير من جانب الشركاء الأوروبيين بشأن مقترحات وجود القوات بسبب نقص الدعم الأمريكي.
التوترات الإقليمية والاستجابات الدولية
وبينما أشار ترامب إلى أن مسؤولية دفع المفاوضات إلى الأمام تقع على عاتق زيلينسكي والدول الأوروبية، أعرب القادة الأوروبيون الرئيسيون عن استعدادهم للمشاركة في قمة ثلاثية تهدف إلى دعم أوكرانيا. ويأتي ذلك وسط تصاعد التوترات، حيث أشارت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاجا كالاس، إلى أن روسيا لا تظهر أي ميل لإنهاء الأعمال العدائية قريبًا. وخلال القمة، وقعت هجمات روسية جديدة، مما يوضح الطبيعة المحفوفة بالمخاطر للوضع الحالي.
وفي سياق أوسع، كما هو مفصل من قبل سي بي سي اخترقت القوات الروسية مؤخرًا الدفاعات الأوكرانية في دونيتسك قبل القمة الأمريكية الروسية المقبلة. وعلى الرغم من وصف التقدم الروسي بأنه محدود، إلا أن هناك مخاوف من أن يحاول بوتين الاستفادة من هذه المكاسب الصغيرة في المفاوضات مع ترامب. ومع ذلك، فإن زيلينسكي ثابت في موقفه، حيث يرفض أي مقترحات تقترح انسحاب أوكرانيا من أجزاء كبيرة من منطقة دونيتسك، التي ضمتها روسيا في عام 2022.
ومع سيطرة روسيا الآن على مناطق كبيرة في أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وأجزاء من منطقة دونباس، يظل الوضع متقلبا. وعلى الرغم من أن القوات العسكرية الأوكرانية تظهر مرونة في مواجهة التكتيكات الروسية، إلا أنها تتعرض لضغوط مستمرة حيث تسعى مجموعات صغيرة من القوات الروسية إلى التسلل إلى الدفاعات. لقد تحول الصراع إلى الدفاع، وخاصة في المناطق الحيوية مثل سلوفيانسك وكراماتورسك، حيث تعتبر السيطرة الاستراتيجية ذات أهمية قصوى.
عدسة تاريخية
لفهم الآثار المترتبة على هذه الأحداث بشكل كامل، من الضروري النظر في تاريخ أوكرانيا الغني والمعقد. كما لوحظ على ويكيبيديا تتمتع أوكرانيا، ثاني أكبر دولة في أوروبا، بتاريخ يتميز بالهيمنة الأجنبية، والنضال من أجل الاستقلال، وتراث ثقافي نابض بالحياة يعود تاريخه إلى آلاف السنين. حصلت البلاد على استقلالها في عام 1991، في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي، لكنها واجهت تحديات مستمرة، لا سيما منذ احتجاجات الميدان الأوروبي في عام 2014 التي أدت إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
واليوم، تتشابك رحلة أوكرانيا مع مرونتها العسكرية وارتباطاتها الدبلوماسية، في سعيها إلى قدر أعظم من الأمن والتكامل مع المؤسسات الأوروبية. وبينما يلتقي زيلينسكي بترامب، فإن نتائج هذا الاجتماع يمكن أن تشكل مستقبل ليس فقط أوكرانيا ولكن أيضًا المشهد الجيوسياسي الأوسع حيث تتنقل القوى الدولية في هذه الديناميكيات المعقدة.